صدر عن مركز الخليج للدراسات الإيرانية- القاهرة، العدد رقم 3 من سلسلة أوراق إيرانية، في أيلول/سبتمبر 2022
بعنوان: تونس ... مطرقة المشروع الإيرانية وسندان التشيع
يشمل الكتاب دراستين:
1- د. عبد القادر نعناع، "تمدد الإمبريالية الإيرانية إلى تونس: الإسنادات والإدوات وما بعد الترسيخ.
2- د. خميس والي، "الإخوان وإدخال التشيع إلى تونس ... راشد الغنوشي نموذجاً"
في الدراسة الأولى:
تتوالى التصريحات الإيرانية بسلمية سياستها الخارجية وعلاقاتها البينية مع الدول العربية، في تناقض واضح مع السلوك الخارجي الإيراني المتّسع باستمرار، مستنداً إلى جميع الأدوات المتاحة له، بدءاً من أدوات القوة الناعمة المرتكزة على ربط البيئة المستهدفة عبر جملة اتفاقيات تعاون مشترك في عديد من المجالات، وتوظيف للتاريخ وفق قراءات مجتزأة، وصولاً إلى إعادة تشكيل الحاضن الاجتماعي الثقافي-الديني للبيئة المستهدفة من خلال إعادة تمذهبه شيعياً.
لتنتقل إيران في مشروعها إلى مراحل متقدمة، عبر توظيف أدوات قوتها الصلبة، والتي بلغت أقصاها في العراق ولبنان واليمن، وكان أشدها إجراماً في سورية، عبر إسناد نظام الأسد بالسلاح والميليشيات، بل الإشراف والمشاركة المباشرة في العمليات العسكرية الموجهة ضد المجتمع السوري، بعد أن رسّخت ذاتها عبر الأدوات السابقة.
ويكتسي المشروع الفارسي طابعاً إمبريالياً توسعياً، من خلال الدفع إلى الهيمنة على مزيد من البيئات العربية، وصولاً إلى حالة تبعيتها المطلقة للمرشد في طهران. وتبقى دائماً عملية الاستهداف موجّهة تجاه بيئات عربية، ترى فيها مجال نفوذها الاستراتيجي-الإمبريالي (أو ما تعتبره إيران فراغاً استراتيجياً)، متوافقة مع المتغيرات القائمة في بيئة النظام الدولي، بما يسمح لها بالمناورة والمساومة والتعاون.
ونحاول في هذا الدراسة تسليط الضوء على المشروع الإيراني المتمدد باتجاه تونس، وإسناداته وأبعاده، وأدوات ترسيخه، باعتبار تونس بوابة إيران إلى شمال إفريقيا وغرب المتوسط.
هذه الدراسة، هي جهد سابق يعود لأعوام خلت. وبتكليف من مركز الخليج للدراسات الإيرانية، مشكوراً، وجدنا ضرورة مراجعتها وإعادة تحيينها، في إطار الاستمرار بملاحظة المشروع الإيراني ومراجعة مستويات تغلغله في البيئة العربية، وهو ما وجدناه على ذات الأسس التي كنا قد بنيناها في المراحل الأولى للدراسة. لذا أضفننا على الدراسة بندين جديدين هما:
- ما بعد الترسيخ الإيراني في تونس.
- القضية الفلسطينية: مدخل إيراني في تونس.
كما أرفقنا في هوامش هذه الدراسة، بعض المراجع الحديثة، التي لم تكن موجود في النسخة الأولى من الدراسة، نجد أنها تقع في ذات المسار والمنهج، ومتممة لما سبق وأن قدمناه، ونخص هنا دراستين صادرتين عن بوابة الحركات الإسلامية، وأخرى عن Independent عربية، سيتم ذكرهما في الهوامش.
لتنزيل الدراسة الأولى: