الباحث السياسي د. عبد القادر نعناع قال خلال حديثه لـ "روزنة" أن النظام السوري لن يكون مطلقاً، على استعداد لتقديم تنازل حقيقي نحو مسار سياسي ديموقراطي؛ معتبراً أن ما يفعله النظام، وعبر مُشغّلِيه الخارجيين، هو إنتاج لجنة دستورية، يستطيع من خلالها، شرعنة كل سلوكه، والبقاء في السلطة إلى فترات طويلة.
وتابع: "التاريخ هو المخبر الرئيس لعلم السياسية، وتاريخ هذا النظام لا يشير مطلقاً إلى إمكانية تقديمه لأي تنازل، وخصوصاً أن التنازل الذي نقصده سيعني حتماً إقصاءه لاحقاً عن السلطة، بل وجرّ كبار مسؤوليه إلى المحاكمات".
ورأى نعناع أن النظام لو كان مستعداً لتقديم أي تنازل، مهما كان صغيراً، لما وصلت سوريا إلى ما هي عليه اليوم، مضيفاً بالقول: "النظام، كان وسيبقى، قائماً على فكرة الانتقام من معارضيه، وعلى فكرة العصبوية الطائفية، ولنا أمثلة في كثير من الحالات سابقاً وحالياً".
ونوه إلى أنه لو كان الطرف المعارض من اللجنة على درجة من المسؤولية والأمانة، فإنه يفترض بهم ومن خلال طروحات جادة وعالية السقف، أن ينتزعوا تنازل النظام دون تقديم فرصة له لتثبيت ذاته وهو بأمس الحاجة لها من اللجنة ومن سواها، ودون تقديم تنازل يطال من هدف الثورة؛ وفق قوله، بينما لفت إلى أن المشكلة في العملية السياسية لم تكن في إنشاء لجنة دستورية في أي وقت كان، فالنظام بحسب تعبيره قام بتعديل دستوري بشكل منفرد عام 2012، ويتصرف وفق ما يعتبره مبادئ دستورية.
وأردف: "الكثير من آليات إسقاط النظام قد أخفقت، سواء نتيجة عوامل محلية أو خارجية، وبالتالي فإن محاولة إيجاد حلول أخرى، هي عملية مشروعة في ذاتها، لكن لابد من الانتباه إلى أنّ النظام نفسه هو الآخر شبه منتهٍ، وبحاجة إلى إعادة تأهيل من قبل الداخل كذلك، أي أنّه ينظر إلى هذه اللجنة كطوق نجاة، رغم كل عنجهيته".
ورأى نعناع في هذا السياق بضرورة التساؤل حول مدى شرعية الأطراف المُمثِّلة للمعارضة في هذه اللجنة، ومدى موافقة غالبية السوريين المعارضين للنظام عليها، فضلا عن حدود صلاحياتها الفعلية.
واستطرد حول ذلك: "هناك إجابتان، تشير إحداهما، وهي الأرجح، أن هذه اللجنة غير قادرة حتى الآن على فرض مطالب الثورة، وانتزاعها سياسياً من النظام، بمعنى أن الظرف الثوري، والبيئة الإقليمية والدولية لا تصب في صالح عملية تفاوض تقود إلى إنتاج نظام سياسي متوَافَق عليه، يتضمن عدالة انتقالية، ومرحلة انتقال ديموقراطي"، وختم بالقول إن الظروف الحالية، تشير إلى أن ما يجري هو محاولة تثبيت النظام بشكله السابق تماماً.
د. عبد القادر نعناع
نقلاً عن راديو روزانا