سعت إيران منذ خمسينيات القرن العشرين، في ظلّ الحكم الشاهنشاهي إلى مدّ نفوذها إلى القارة الإفريقية، وباستخدام أداة التبشير المذهبي، دون أن تُحدِث كثير أثر حينها، ليتمّ إعادة إحياء المشروع الإيراني بعد الثورة الخمينية، باستخدام ذات الأدوات، ولأهداف سياسية واقتصادية، كما مشروعها السابق. إلا أنّ انشغال إيران بترسيخ سلطوية النظام الخميني وحربها مع العراق، شكَّل عائقاً آخر، أجّل مشروع مدّ النفوذ إلى إفريقيا، إلى مرحلة رفسنجاني وخاتمي، التي شهدت بعض التقدّم، وخصوصاً على مستوى التبشير المذهبي والاتفاقيات الاقتصادية، حيث بدأت تشهد عدّة دول إفريقية ظهور الجماعات الشيعية فيها، وأبرزها كان في نيجيريا.
غير أنّ المنافع الاقتصادية والسياسية للمشروع الإيراني لن تظهر إلا متأخراً في عهد نجاد، وليتمّ إعادة ضخّ الزخم إليها فترة روحاني، حيث شهدت هذه الفترة بروز جماعات شيعية في عدّة دول إفريقية، من مثيل: مالي وغانا وغينيا والسنغال، عدا عن الدول العربية في إفريقيا. إضافة إلى توسيع العلاقات الاقتصادية والسياسية بين إيران وتلك الدول.
أما على مستوى دولة غينيا، فرغم أنّ بين الدولتين عدّة اتفاقيات استثمارية وتجارية، تعود إلى منتصف عقد التسعينيات، إلا أنّ مسار العلاقات لم يشهد كثير زخم في الفترة الماضية، بالرغم مما حاول الإعلام الإيراني تصديره فترة نجاد.
وتسعى هذه الدراسة لتبيان مقوِّمات هذه العلاقات، وأبرز المتغيرات فيها خلال العام الأخير، رغم محدوديتها، وارتكازها بشكل أساسي حول التعاون الاقتصادي. إلا أنها تشير إلى نية إيران توسيع هذه العلاقات في الفترة المقبلة. وتشمل الدراسة المحاور التالية:
أولاً-الأهداف الإيرانية العامّة من التغلغل في إفريقيا.
ثانياً-مقوّمات التغلغل الإيراني في غينيا.
ثالثاً-المسار التاريخي في علاقة الدولتين.
رابعاً-أبرز التطوّرات الاقتصادية في علاقة الدولتين.
خامساً-أبرز التطوّرات السياسية في علاقة الدولتين.
سادساً-أبرز التطوّرات الثقافية/الدينية في علاقة الدولتين.
لتنزيل الدراسة كاملة