شكّلت نهاية العقد الماضي وبداية عام 2011، نقلة كبرى في التاريخ العربي المعاصر، لناحية اندلاع تحركات احتجاجية شعبية واسعة في عدّة دول، تحولت في خمس منها إلى ثورات أطاحت بأنظمة حكم تسلّطت على المجتمعات العربية طيلة عقود ما بعد الاستقلال، ضمن ما عُرف بثورات الربيع العربي، وشكّلت محاولةً لاستعادة الدولة، والسعي إلى إعادة بنائها وفق أطر حداثية تعيد للمواطن العربي كرامته، وتعمل على بناء مستقبل يرقى به إلى مستوى دولة الحكم الرشيد.
ورغم ما لحق بتلك الثورات من انتكاسات وثورات مضادة، وعمليات أدلجة –دينية بالأخص- إلّا أّنها ما تزال تتفاعل مع كافة المعطيات الناشئة عنها وعن محطيها، جعلت مسارات بعض منها تنحرف باتجاه حروب داخلية، تتنوع الأطراف المتنازعة فيها بين داخلية وإقليمية ودولية.
وقد شكّلت دول الخليج العربي استثناءً في هذا الربيع، رغم بعض الحراكات المجتمعية التي شهدتها دول عمان والبحرين والكويت، وإن كانت قد تمّت عمليات تسويات مجتمعية-حكومية في عمان والكويت، إلّا أنّها في البحرين اتخذت طابعاً أكثر راديكالية، أدى إلى إعلاء بعض القيم العنفية في المجتمع البحريني.
وتتساءل هذه الدراسة عن ماهية الأسباب التي أدت إلى اندلاع الاحتجاجات البحرينية، وعن طبيعة تلك التحركات إن كانت ثورية أم احتجاجية أم أنها فعل تحريضي تفتيتي يسعى إلى إسقاط الدولة وإعادة بنائها مذهبياً وفق أجندات خارجية؟
كما تبحث في الأدوار الخارجية لكل من دول مجلس التعاون الخليجي وإيران، بعد تبيان الأدوات التي انتهجتها تلك الاحتجاجات والأدوات المعاكسة لها من قبل السلطات البحرينية.
وذلك ضمن منهج دراسة الحالة الخاصة بمملكة البحرين، ومنهج رديف يستند إلى الحالة المقارنة بين أوضاع البحرين وأوضاع محيطها الخليجي والثوري العربي وإيران، فيما يتعلق بالمؤشرات الاقتصادية والتنموية والاجتماعية والسياسية في كلّ منها.
المقدمة
الفصل الأول: أبعاد الاحتجاجات البحرينية
- دور المؤشرات السياسية والتنموية في احتجاجات مملكة البحرين.
- دور العامل المذهبي في تثقيل الفعل الاحتجاجي.
الفصل الثاني: أدوات الاحتجاج في البحرين، والتعاطي الحكومي معها
- الأدوات الاحتجاجية.
- الإجراءات الحكومية المتخذة بحق الاحتجاجات.
الفصل الثالث: الأدوار الخارجية في احتجاجات البحرين
- أدوار مجلس التعاون الخليجي في الضبط الأمني في البحرين.
- التوظيفات الإيرانية للحدث البحريني.
الخاتمة
لتنزيل الدراسة كاملة