تحذير من أنشظة الصين وروسيا في الشرق الأوسط
تخفض الولايات_المتحدة التزاماتها في الشرق الأوسط، شيئاً فشيئاً، متبعة نهجاً مختلفة، منها التشبيك بين قوى الإقليم (وخصوصاً بين إسرائيل والعرب). لكن تخفيض الالتزامات هذا، يخلق فراغاً في الشرق الأوسط، يتسع مع ازدياد انشغال الولايات المتحدة في الشؤون الدولية (شرق أوروبا، جنوب شرق آسيا، إفريقيا جنوب الصحراء)، ما يدفع قوى أخرى (حتماً) لتعبئته على قدر قوتها.
وفيما تنشغل روسيا بحربها العبثية في أوكرانيا، فإن الصين تسعى شيئاً فشيئاً لملء هذا الفراغ، على الأقل اقتصادياً ودبلوماسياً، في المرحلة الأولى. لكن تجاربها الدولية حتى الآن لا تؤكد قدرتها على التشبيك الأمني الواسع، فيما كانت تجاربها في إنشاء بنى تحتية في دول إفريقية عدة، تجارب يشوبها الكثير من التشكيك، وبعضها أثبت فشله، ضمن ما بات يعرف بـ "فخ الديون"، حيث تستولي الصين على أصول وبرامج اقتصادية مقابل ديون غير مشروطة سياسياً أو إنسانياً (مثل الديون الغربية).
أي أن الفراغ أكبر من أن تملئه الصين وحدها، لذا فإن القوى الإقليمية، يسعى كل منها، لأخذ حصة من هذا الفراغ، ووزن هذه الحصة مرتبط بقوة كل دولة، ومتانة استراتيجيتها واستدامتها، وقدرتها على التخطيط بعيد المدى لحيازة دور إقليمي، ورغبتها في الانخراط في هذا التنافس الحاد.
على المدى المتوسط، تبقى إيران واحدة من أهم القوى الساعية بقوة إلى ملء جزء من هذا الفراغ، وتوسيع حصتها من الشرق الأوسط. فيما تعتمد على نهج متعددة: بشرية وأيديولوجية وعسكرية. ونهج تبريد الأزمة معها سيجعلها قادرة على التقاط أنفاسها والتحضير لمراحل جديدة.
الصورة: من آخر عرض عسكري إيراني، ل 16 نوع من طائرات درون الإيرانية. طبعاً هناك الكثير من البيئات الدولية (الدول المنهارة) التي يمكن تجريب هكذا أسلحة فيها.
مع التشكيك بالادعاء الإيراني، لكن جزءاً منه قائم، فإيران ماضية في تطوير برنامجها التسليحي، والذي يستهدف محيطه في الشرق الأوسط حصراً. فإلى جانب الدرونز، هناك الصواريخ البالستية، والصواريخ فرط الصوتية، والقنبلة النووية المرتقبة، والتعبئة الأيديولوجية الدائمة.
د. عبد القادر نعناع
تم إعداده لصالح المكتب الاستشاري لشؤون الشرق الأوسط
Risks and Solutions